المقدمة:
يتوقف حسن أداء الفريق الى حد كبير على مقدار الفهم الفردي للاعب لمقتضيات اللعبة ، ففي كرة القدم يخلق التصرف الفردي للاعب ، وحسن إدراكه لسير المباراة الأساس الذي يبنى عليه التحرك الجماعي ، وفي الماضي كان السائد أن يكون اللعب فردياً الى حد كبير ن وأن يتحمل اللاعب مسئولية لعبه فقط ، أما الآن فقد تغير الوضع وأصبح اللعب جماعياً أي لعب فريق بأكمله ، وأصبحت الخطط الدفاعية والهجومية تعتمد على تحرك الفريق ككل ، ومع ذلك يجب أن لا نغفل قيمة التدريب الفردي ، وأن هناك خططاً أو تحركات فردية داخل الملعب سواء في الهجوم أو الدفاع ، والخطط الفردية تخدم الخطط الجماعية بمعنى أن تكون الخطط الفردية داخل الإطار العام للخطط الجماعية ، ومع ذلك يجب أن يأخذ التدريب الفردي مكانته في خطة التدريب لما في ذلك من أهمية بالنسبة للاعب ثم للفريق ككل ، وقد يكون إهمال بعض المدربين للتدريب الفردي بسبب الصعوبة في تنظيمه ، بالإضافة الى صعوبة تحديد مقدار الحمل الذي يعطى للاعب ونوع التدريب . ( 348 : 3 )
إن وجود فروق فردية لدى اللاعبين في الفريق الواحد تؤكد أهمية التدريب الفردي . وهو أسلوب في التدريب يهتم باللاعب الفرد بهدف تطوير عنصر من عناصر لياقته البدنية أو مهارة من مهاراته الفردية أو تطوير قدرته الذهنية ، وذلك لسببين أساسيين أولهما لان لكل لاعب خصائص بدنية وحركية وذهنية ونفسية معينة تميزه عن زملائه في الفريق وثانيهما أن لكل لاعب دور محدد ، وله مهام تكتيكية محددة من الأداء الجماعي لفريقه ولهذين السببين يكون من الطبيعي جدا أن يولي الدرب اهتماماً خاصاً للاعب الفرد .
ودعونا المدربين الى خوض هذه التجربة حتى في حالة ضعف الإمكانيات ، لأنه من الممكن البدء بوضع برنامج تدريبي للاعب واحد فقط يكون الهدف منه تطوير عنصر من عناصر لياقته البدنية أو مهارة من مهاراته الفردية وبعد نجاح التجربة الأولى البسيطة قد تفتح الأبواب في وجه تجربة ثانية أوسع من سابقاتها، ويكون نجاح التجربة سببا منطقياً لاقتناع من لم يكن مقتنعاً بجدوى التدريب الفردي ، ولتطوير قدرة اللاعب الذهنية يمكن كذلك الأخذ بأسلوب التدريب الفردي ، على أساس وضع برنامج تدريب يهدف الى ترويض ذهن اللاعب وتطوير قدرته على قراءة مختلف الأوضاع التكتيكية أثناء المباراة والتعامل مع كل وضع تكتيكي حسب ما يقتضيه . ( 10 )