علوم الرياضة و التربية البدنية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
علوم الرياضة و التربية البدنية

يهتم هذا الموقع بمقررات التربية البدنية و علوم الرياضة لطلاب التربية الرياضية بجامعة أم القرى

يمكنك معرفة النتيجة النهائية لمادة كرة القدم من خلال دخول نتدى النتائج النهائية لمادة كرة القدم ومعرفة النتيجة من خلال رقمك الأكاديمي
أرجو من الجميع التكرم بأبداء الرأي حول هذه التجربة من خلال التصويت والدخول على منتدى ( تقييم الطلاب للمنتدى التعليمي والمعلم) مع الشكر للجميع

    مشكلات البحث العلمي

    avatar
    s43006855
    طالب
    طالب


    عدد المساهمات : 3
    تاريخ التسجيل : 30/05/2010

    مشكلات البحث العلمي Empty مشكلات البحث العلمي

    مُساهمة  s43006855 الإثنين مايو 31, 2010 1:43 am

    تمهيد
    منذ أن خرجت الإنسانية من طفولتها ودخلت في مرحلة وعي وجودها لم يفارقها البحث العلمي ، وما برح هذا البحث يتقدم ويتطور حقبة بعد حقبة ، ومرحلة بعد مرحلة، وجيلاً بعد جيل ، حتى غدا يتطور يوماً بعد آخر . ذلك أنه كلما دخل البحث العلمي في طور جديد تيسرت سبله واشتدت الحاجة إليه ، فإذا به يصبح ملازماً لكل جزئيات حياتنا اليومية، فثمة ماكنة هائلة للبحث العلمي تمتد اليوم إلى معظم زوايا العالم تريد أن تنفذ في أدق مايمكن تصوره للمادة وانتهاءً بمحاولة اختراق آفاق الكون، مروراً بكل تجليات الحياة ومظاهرها واستخداماتها واحتياجاتها ، ليكون البحث العلمي بذلك ربما الميزة الأهم والأخطر لعصرنا الذي نعيش في كنف متغيراته السريعة والهائلة.
    وبشأن أهمية البحث العلمي راحت الأدبيات العلمية تسطر جوانب الأهمية والخطورة والفائدة لهذا الجانب من حياة الإنسان . فالعالم في سباق محموم من أجل الوصول إلى أكبر قدر من المعرفة الدقيقة والمثمرة التي تكفل الراحة والرفاهية والقوة والنفوذ للإنسان وتضمن له التفوق على غيره ، كما يفيد البحث العلمي في تقصي الحقائق التي تعين الإنسان ، في التغلب على بعض مشاكله كالأمراض والأوبئة ، ويفيد في فهم الظواهر الطبيعية ومحاولة تفسيرها والتنبؤ بها عن طريق الوصول إلى تعميمات وقوانين عامة كلية( )
    كما أن أحد أهم الأهداف الرئيسة للبحث العلمي ، العمل على حل مشكلات حياة الإنسان بصيغ لا تقبل التجربة بالخطأ والصواب ، وذلك ما يؤدي إلى تطوير تفكير الفرد الموضوعي الناقد ويرفع من مردوده السلوكي نوعاً وكماً، ويزيد من نسب النجاح التي يتوخاها( ) . أما المؤسسة الوطنية للعلوم في أمريكا فقد حددت أهدافها بثلاث:
    * النهوض بالاكتشافات والنشر المتكامل وتوظيف المعلومات الجديدة في خدمة المجتمع .
    * تحقيق التمايز في العلوم والرياضيات والهندسة وتدريس التكنلوجيا في جميع المستويات التعليمية.
    * تمكين الولايات المتحدة من التمسك بقيادة العالم في جميع مجالات العلوم والرياضيات والهندسة( ) .
    وفي واقع حياتنا كأمة إسلامية ، فإن ثمة ما هو كثير يمنح للبحث العلمي أهميته الإستراتيجية الفائقة ، فأزمة هذه الأمة أزمة حضارية تمتد إلى جميع جوانب حياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، فهي تقف على مفترق الطرق المصيري، إن هذا التحدي الحضاري الخطير يتطلب منها حقيقة التفعيل الجاد لمهام البحث العلمي ، حتى بات مستقبل سيادة الأمة رهين بمدى ما يمكن تحقيقه من نهضة علمية أصيلة تستثير قدراتها وتعود بها إلى المسار التاريخي الصحيح الذي يحفظ لها مكانتها التاريخية المرموقة والفاعلة في ميدان التاريخ الإنساني. من هنا فإن خطورة البحث العلمي تكمن في أنه صار يرتبط حقيقة بمسألة السيادة وليس بمسائل التنمية وحسب.
    عند هذه النقطة من الأهمية الفائقة والجوهرية ثمة سؤال بدهي يطرح نفسه: أين تقف أمتنا الإسلامية من مسيرة البحث العلمي العالمية؟ إن استقراء الواقع العام لامتنا من ناحية واستقراء واقع البحث العلمي خصوصاً يؤشران أن الفجوة ربما آخذة في الاتساع بين مانحن عليه وما عليه العالم المتقدم على الرغم من كل الهيكليات التي تبدو وكأنها تواكب مسيرة البحث العلمي العالمية، فما تزال- في الأصل – الإشكالية قائمة في الحكم على مرحلة (النهضة) التي يفترض أن مرت بها بلادنا، وهل حققت التحولات المهمة في حياة الأمة أم لا؟! ( )
    إن ما تحقق على مستوى (النهضة) لم يكن في الحقيقة سوى محاكاة شكلية لأبسط صور التقدم الحياتي الذي شهده العالم المتقدم ، وأن هذا الذي تحقق لم يكن في الحقيقة جهوداً (نهضوية) إنه من ثمار الغزو الثقافي والحضاري الغربي لبلادنا . وإذا ما قصدنا بالنهضة اعتماد الجهود الذاتية الأصيلة في تحقيق التحولات ، أو في الأقل الانطلاق من معطيات الحضارة الغربية باتجاه تطويرها أكثر بجهود الأمة الذاتية ، وباعتماد الجهود الأصيلة وليست القائمة على المحاكاة، فإننا ما نزال بعيدين عن النهضة ، إن ما تحقق في بلادنا ليس سوى ارتجاعات لحضارة الغرب ، وما سمح به الغرب وأراده ليس إلا من أجل أن يسوق منتجاته في أسواقنا .
    وحتى ندرك حقيقة ما نحن عليه من (نهضة) علينا أن نعرف أن بلداً مثل السودان تصل نسبة الأُمية فيه إلى (80%) في حين لاتتعدى في روسيا (2%) وفي أمريكا (1,5%) وإذا كانت ألامية ظاهرة الأثر في الرجال فإنها بين النساء أظهر منها ، لتؤثر في وظيفة الأمومة والطفولة سلباً ، فألام مدرسة وهي معقد آمال الأجيال ، كما تؤثر في أداء النساء في الحياة الاجتماعية والعلمية ، بعد أن صرن يشكلن نسبة عالية من قوة العمل. ( ) فإذا كان هذا حال (النهضة) في بلد فقير متعب مثل السودان ، فما وجه (النهضة) في البلدان الغنية ؟! إن فائض البترول الخليجي لم يحدث نماءً إلا بقدر البنية المؤهلة لاستهلاك الفائض السلعي الأوربي ليتوازن الميزان التجاري، فهذا الفائض أسهم في إنعاش اقتصاديات العالم المتقدم بما يوفره من سوق استهلاكي ناشط. ( ) ولم يعد سراً تدفق أموال الفائض النفطي الخليجي هذا على أوربا وأمريكا للاستثمار هناك حيث (الإرباح الأوفر) وحيث (الأمان الأمثل) أما البيت فإن له رباً يحميه و(ينميه) وهكذا فان بلداننا الفقيرة والغنية في انعدام ملامح (النهضة) الحقيقية سواء ، عدا اختلاف نسبي في الشكل. كل هذا يؤشر انعدام الأثر الحقيقي لمعطيات ومخرجات البحث العلمي في بلداننا . إن من أبرز ملامح النهضة الحقيقية والجادة مستوى النشر العلمي ، فالقراءة لا تشكل جزءاً من الاهتمامات الأساسية للفرد في بلادنا عامة و (عادة القراءة) تواجه منافسة شديدة من لدن الإذاعتين المرئية والمسموعة ومن وسائل القراءة السهلة والسريعة كالصحف والمجلات التجارية. ( ) ولا تحتل اللغة العربية مكانة حقيقية بين اللغات الرئيسة المعتمدة في النشر إذ أن )95%( من النشر العلمي جاء باللغات الإنكليزية ثم الألمانية ثم الروسية ، وهناك أكثر من )4000( لغة من بينها العربية تبلغ حصتها من النشر (5%) فقط( ) .
    ومن أوجه المقارنة الأخرى ، فعلى سبيل المثال يبلغ عدد مراكز البحث العلمي العربية (600) مركز أكثرها داخل الجامعات ، في حين يبلغ عددها في فرنسا مثلاً (1500) مركز ، أما كوبا المحاصرة فقد قفز عدد مراكزها البحثية خلال عشر سنوات من (15) مركز إلى (221) مركز . ويبلغ عدد الباحثين العرب في مراكزهم تلك (19) ألف باحث ، في حين يبلغ عددهم في فرنسا (31) ألف( ) .
    أما بصدد مؤشر عدد العلماء والمهندسين المشتغلين في البحث العلمي لكل مليون نسمة ، فهو من أهم المؤشرات المعتمدة في اليونسكو لتقويم الواقع التكنلوجي والبحثي ، فقد كانت النسبة في الوطن العربي في عام 1970 (124) عالما ومهندساً لكل مليون نسمة ارتفعت في عام 1990 إلى (363) لكنها تبلغ في أمريكا الشمالية (3359) لكل مليون وتبلغ في أوربا (2206) لكل مليون( ) الأمر الذي يؤشر هول الفجوة العلمية بيننا وبين العالم المتقدم . وللمقارنة وجه آخر، فطبقاً للمعايير الدولية فإن إسرائيل تحتل المرتبة الأولى في علوم الكومبيوتر ، والمرتبة الثالثة في الكيمياء ، والمركز الثالث في العالم في صناعة التكنلوجيا المتقدمة ، والمركز الخامس عشر بين الدول الأولى في العالم المنتجة للأبحاث والاختراعات( ) . أما الدول العربية فإنها لا تحتل أية مواقع على مراتب التقدم هذه ، لكنها بالمقابل تحتل مراتب متقدمة في سلم الإداري الفساد الإداري كما سيتبين لا حقاً .
    لا تهدف مثل هذه المقارنات إلى الترويج للإحباط وزرع اليأس والقنوط في النفوس فإنه لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ إن الغرض من هذا البيان لحقيقة ما عليه نحن من واقع بائس هو تشخيص العلة التي فجعتنا في واقعنا بغية إيجاد الدواء الناجع لها . وعلينا دوماً أن ندرك أن لا تغيير من الخارج، وأن لا تغيير بالأقدار الكونية كما نتأمل ، وليس علينا انتظار المخلص ليخطفنا من هذا الواقع المزري ليحلق بنا في سماوات نقية ناصعة ، إن التغيير لابد من أن ينبثق من الداخل ، داخل الجماعة وداخل الفرد إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ .

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 8:00 am