قفزة كبيرة شهدتها القناة الرياضية منذ أن تولى الأمير تركي بن سلطان مساعد وزير الثقافة والإعلام مهمة الإشراف العام على قناة سعودية يهتم بمشاهدتها شريحة كبيرة جدا لا يستهان بها من الأطفال والشباب يمثلون الجزء المهم والأهم من جماهير رياضية تحتاج إلى من يؤثر فيها بتقديم عمل إعلامي متميز يخاطب فكرها ويتفاعل مع رغباتها ويتجاوب مع أجواء نفسية تسمح لهم بالراحة والاطمئنان لقناة وطن أصبحت متاحة للجميع وبحيادية تامة.
تعودنا كمجتمع عربي بمجرد مايتولى مسؤول جديد مهمة وزارة أو جهة حكومية أو حتى مؤسسة خاصة ننسى ونتجاهل جهود من سبقوه وذلك من خلال استخدام عبارات المدح والثناء لصاحب المنصب الجديد بطريقة تعطي انطباعا غير جيد عمن كان قبله، وأنا هنا لن أمارس نفاقا اجتماعيا (مستوردا) إنما سأكون (منصفا) في رأيي حيث إنني أرى من وجهة نظري أن قناة الرياضية السعودية كانت تحتاج إلى شخصية قيادية محنكة تملك الخبرة و(السلطة) القوية والمتوفرة حقيقة في شخصية الأمير تركي بن سلطان مع احترامي وتقديري لجهود زميلنا الإعلامي (المخضرم) عادل عصام الدين مدير القناة لحساسية موقفه تجاه أي قرار يتخذه أو توجه إعلامي يقوم به في محاولة منه بعدم الدخول في تصادمات مع أندية وإعلام (كل يغني على ليلاه)
بصمات الأمير تركي بن سلطان على القناة الرياضية السعودية برزت في فترة قصيرة جدا منذ توليه مهمة الإشراف العام على القناة حتى أن المشاهد الرياضي بات مع بداية لمساته الواضحة في تغيير توجه سياسة العديد من البرامج ودقة المواعيد في عرضها وما استحدث أيضا في أسلوب الطرح والعرض على المستويين التقني والإخراج يردد متسائلا (فينك من زمان).
لاشك أن المرحلة الانتقالية التي تمر بها (الذهبية) كانت في حاجة إلى مسؤول (صانع قرار) في المقام الأول وقادر على تحطيم (البيمقراطية) في إجراءات إدارية لاتشجع على الإنتاج ولا على الإبداع حيث استطاع الأمير تركي بن سلطان التصدي بحزم لهذه العراقيل عبر اهتمام بالغ بكل صغيرة وكبير يتابعها بنفسه ويدقق على تنفيذها بحذافيرها مع تحفيزه على الأفكار الجيدة والعطاء مشددا على ضرورة مبدأ (الالتزام).
رأيي في المشرف العام على قناة الجميع لم يأت من فراغ أو من باب المحاباة والمجاملة إذ لاحظت أن البعض يمارسها (طمعا) في استمرارية ظهوره كضيف في إحدى البرامج فتراه يغدق في المدح عقب أول مشاركة له فأين كان صوته كل الفترة الماضية ولماذا اختفى قلمه عن كلمة (حق) يجب أن تقال بدون أن يكون لها (مصالح) شخصية.
منذ متى تملك قناتنا السعودية حقوق نقل مباشر لمباريات اعتزال نجمين من نجوم أنديتنا وبتكلفة مادية وصلت إلى أربعة ملايين ريال.. ومنذ متى يتلقى مسؤولو الأندية برقيات التهاني عقب كل إنجاز يتحقق في جميع الألعاب ؟.. حدث كل ذلك في هذه الشخصية الفذة والمتواضعة.
كما أن جهوده (حفظه الله) لم تقتصر على المواقف الصعبة إنما أيضا لايمانع في بعض الحالات يتدخل شخصيا لتسهيل مهمة معد أو مراسل وجد مماطلة من مسؤول في أحد اللجان أو الأندية أو نجم كبير حيث بنفسه يقوم بالاتصال وتهيئة كافة أجواء الاستضافة والحوار.
هذ (فيض من غيض) كان لابد من الكتابة عن شخصية إعلامية قدمت نفسها في موقع حساس فكسبت القناة الرياضية محبة نخبة وشريحة كبيرة من المشاهدين الذين قد (هجروها) لأسباب لا أحبذ ذكرها بعدما (قضى) عليها (تركي بن سلطان) لتصبح في عهده قناة (الجميع).